-
من نحن
من نحنتعد المنظمة الدولية للهجرة جزءًا من منظومة الأمم المتحدة باعتبارها المنظمة الحكومية الدولية الرائدة التي تروج منذ عام 1951 للهجرة الإنسانية والمنظمة لصالح الجميع ، حيث تضم 175 دولة عضو وتتواجد في أكثر من 100 دولة. ان المنظمة الدولية للهجرة لها وجود في العراق منذ عام 2003.
معلومات عن
معلومات عن
المنظمة الدولية للهجرة في العالم
المنظمة الدولية للهجرة في العالم
-
عملنا
عملنابصفتها المنظمة الحكومية الدولية الرائدة التي تروج للهجرة الإنسانية والمنظمة منذ عام 1951 ، تلعب المنظمة الدولية للهجرة دورًا رئيسيًا في دعم تحقيق خطة عام 2030 من خلال مجالات التدخل المختلفة التي تربط بين المساعدة الإنسانية والتنمية المستدامة. في جميع أنحاء العراق ، تقدم المنظمة الدولية للهجرة استجابة شاملة للاحتياجات الإنسانية للمهاجرين والنازحين داخليًا والعائدين والمجتمعات المضيفة.
ماذا نفعل
ماذا نفعل
القضايا العالمية الشاملة
القضايا العالمية الشاملة
- البيانات والمصادر
- بادِر
- 2030 Agenda
البصرة، ذي قار، العراق – شهدت المحافظات الجنوبية في العراق فيضانات شديدة في عام 2019، أعقبها فترات طويلة من الجفاف والمعاناة لآلاف العائلات. فقد اضطر المزارعون الذين يعتمدون على الزراعة، والصيادون، ومربو الماشية إلى التخلي عن طرق معيشتهم التقليدية مع جفاف الأنهار والمصبات المائية، وتراجع المسطحات المائية، ونفوق المواشي جوعًا وعطشًا وانتقلت أُسر وأحياء بأكملها بحثًا عن فرص عمل واستقرار.
في عام 2020 وحده، انتقلت أكثر من 1,300 أسرة إلى المناطق الحضرية في المحافظات الجنوبية للحصول على خدمات أساسية أفضل والاستفادة من المساعدات الحكومية. فيما تستمر مصادر المياه الرئيسية في العراق – نهري دجلة والفرات – في التراجع بمعدل غير مسبوق. على مر السنين، أدى تدهور كمية وجودة المياه إلى زيادة مخاطر النزوح في جنوب العراق.
وبعد مرور خمس سنوات، التقينا بعدد من العائلات المتضررة في البصرة وذي قار لنتعرف على أوضاعهم الحالية – منهم من يأمل في البقاء حيث هو لأطول فترة ممكنة، ومنهم من يفكر في الانتقال، وآخرون اتخذوا بالفعل القرار الصعب بالانتقال إلى المدن.
انتقلت سكينة إلى حي مركز البصرة في عام 2020 مع عدد من العائلات التي تأثرت بندرة المياه في قريتها "نهر العز" في قضاء القرنة، محافظة البصرة. واليوم، وهي في الثالثة والسبعين من عمرها، لا تزال تحلم بالحياة البسيطة في قريتها، حيث كانت الموارد وفيرة والحياة أقل كلفة.
تقول بحنين: "أتمنى لو عاد المطر من جديد"، وهي تجلس وسط مجموعة من النساء في منزل إحدى الجارات. "قبل عقود، كان المطر يتساقط لعدة أيام متواصلة خلال موسم الأمطار. كنا نشكو منه لأنه يجبرنا على البقاء في الداخل"
كانت أسرة سكينة المكونة من خمسة أفراد تعتمد على الزراعة وتربية المواشي وصناعة الحصائر والأثاث من القصب. لكن التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة وانخفاض معدلات هطول الأمطار أدت إلى فترات جفاف طويلة، جفت خلالها الأنهار، ولم يعد هناك مياه صالحة للشرب. لم تعد الأراضي الزراعية تنتج المحاصيل الكافية، ونفقت المواشي. عندها، قررت سكينة وعائلتها الانتقال إلى مركز مدينة البصرة، حيث تتوفر فرص العمل والخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والمساعدات الحكومية.
"الحياة في مدينة كبيرة مثل البصرة ليست سهلة، واستغرقنا وقتًا للتأقلم"، تقول سكينة، "لكن على الأقل أصبح لدينا وصول أفضل إلى المياه والخدمات الاجتماعية". تعيش سكينة مع زوجها الكفيف في مستوطنة غير رسمية إلى جانب 150 عائلة أخرى انتقلت إلى البصرة بسبب الظروف ذاتها. وعلى الرغم من التحديات التي تواجهها في المدينة، إلا أن العودة إلى قريتها لم تعد خيارًا بالنسبة لها. وقصتها هي واحدة من آلاف القصص التي تجسد واقع النزوح بسبب ندرة المياه والتغير المناخي.
على بعد ساعتين، في قرية نهر السعد في قضاء الإصلاح، محافظة ذي قار، ينتظر حسن (43 عامًا) وأسرته المكونة من ثمانية أفراد تشغيل محطة معالجة المياه في قريتهم مجددًا.
يقول حسن، بينما يلعب أطفاله في ساحة المنزل: "بدون الماء، لا توجد حياة". "كنا نفكر في الانتقال إلى منطقة أخرى لإنقاذ أطفالي من العطش والمعاناة. ولكن مع مشروع محطة المعالجة، هناك أمل".
محطة معالجة مياه نهر السعد، التي أعادت تأهيلها المنظمة الدولية للهجرة في العراق، بدعم من مكتب تنمية الكومنولث (المملكة المتحدة)، اكتمل بناؤها بنسبة 60% تقريبًا، وستضخّ المياه من النهر القريب وتُعالجها، لتوفر مياه شرب نظيفة لـ 530 أسرة في القرية. وبمجرد تشغيلها، ستوفر المحطة 50 مترًا مكعبًا من المياه في الساعة، وستدعم القرية في الزراعة وتربية الماشية، وستلبي احتياجاتها اليومية من المياه بما يعادل مستويات ما قبل الجفاف. والأهم من ذلك، أن هذا سيُغني عائلة حسن عن شراء مياه الشرب، التي كانت تُكلف حوالي 10% من دخله الشهري.
إذا ضمنا الوصول إلى المياه، فلن نضطر إلى مغادرة قريتنا"، يقول حسن. "هذا المشروع هو فرصتنا للبقاء وبناء مستقبل هنا. المياه تعني كل شيء بالنسبة لنا، وبدونها لا يمكننا الاستمرار". يأمل حسن في أن يتمكن أطفاله من الاستمرار في العيش على أرضهم ووراثة الزراعة التي توارثها أجداده على مدى أجيال.
ولكن على بعد أقل من ساعة في المنطقة ذاتها، تتناقض آمال حسن مع مشاعر الحزن التي تملأ قلب باسم (52 عامًا)، الذي يأسف على تحول المسطحات المائية إلى أرض قاحلة، بعد أن كانت مصدر رزقه الوحيد.
يقول باسم بأسى: "الحياة كانت جميلة في السابق". "كنت أستيقظ قبل الفجر في الرابعة صباحًا، وأذهب للصيد حتى الساعة الحادية عشرة، ثم أعود للعب كرة القدم في المساء". لم يكن باسم يتخيل يومًا أنه سيضطر إلى مغادرة قريته. فقد كان مستقرًا ماديًا وراضيًا عن حياته. لكن ندرة المياه وانعدام الفرص لأطفاله دفعته إلى التفكير في خيارات جديدة.
"إذا انتقلنا إلى حي جديد، فسوف نحتاج إلى بناء علاقات جديدة والتأقلم مع بيئة مختلفة"، يقول باسم. "لكن الجيل القادم بحاجة إلى حياة مستقرة ومليئة بالفرص. لهذا، أفكر في مغادرة القرية".
لم يلتقِ سكينة، حسن، وباسم أبدًا، ولكن قصصهم متشابكة، حيث يواجهون تحديات متشابهة بسبب ندرة المياه ويشتركون في تاريخ من الصمود أمام التغيرات المناخية في العراق. وفقًا لتتبع حالات الطوارئ المناخية الذي أجرته المنظمة الدولية للهجرة (IOM) من خلال مصفوفة تتبع النزوح (DTM) في العراق، تم تسجيل نزوح 28,379 أسرة (أي 170,274 فردًا) بسبب الجفاف بين عامي 2016 و2024، في 513 موقعًا عبر 12 محافظة في وسط وجنوب العراق.
ما لم يتم اتخاذ تدابير عاجلة لدعم المجتمعات المتضررة عبر تحسين البنية التحتية للمياه وزيادة الوصول إلى المياه الصالحة للشرب، فإن موجات النزوح بسبب ندرة المياه ستستمر، مما سيؤثر على رفاهية المجتمع ونوعية حياة السكان وصحتهم.
منذ عام 2020، دعمت المنظمة الدولية للهجرة حكومة العراق لتحسين الوصول إلى المياه الصالحة للشرب لأكثر من مليون شخص في جنوب العراق، من خلال بناء أو إعادة تأهيل أكثر من 100 مشروع للبنية التحتية المائية. كما قامت المنظمة بتعبئة مئات المبادرات المجتمعية لمعالجة تدهور التربة بسبب ندرة المياه، ودعمت أكثر من 300 مشروع زراعي صغير ومتوسط لتوسيع أعمالها وزيادة قدرتها على مواجهة الآثار السلبية للتغير المناخي في العراق.