نقش بصماتها على المجتمع

تعرفوا على مصممة المجوهرات

الموصل - نغم ثائر، ابنة تاجر الذهب، تعمل في تحويل المعادن إلى أعمال فنية منذ أن كانت طفلة صغيرة.

تقول نغم من واجهة متجرها في مركز تجاري في الموصل حيث تبيع مجوهرات علامتها التجارية إليكسير" :حب الذهب والمجوهرات في دمي"

منذ عشرة أعوام، عندما احتلت داعش الموصل، تم تقليص حرية التنقل والتعبير للنساء بشكل كبير، وواجهت العديد من النساء العنف والاضطهاد. لم يكن لدى نغم وأخواتها خيار سوى التراجع إلى داخل المنزل، وأصبحت هواية نغم ملاذًا لها من الفوضى.

وبعد أن أصبحت المدينة آمنة وبدأت النساء بالخروج مرة أخرى، خرجت نغم بحلم كبير لإنشاء أول مؤسسة مجوهرات تديرها النساء في الموصل.

وقالت نغم: "إن مهنة صياغة الذهب يسيطر عليها الرجال، لذا كان اقتحام السوق أمرًا صعبًا، لكنني أصررت على المضي قدمًا لجعل عملي حقيقة واقعة".

أطلقت نغم متجر ومصنع مجوهرات إليكسير برؤية واحدة في ذهنها: تحويل خيالات عملائها إلى قطع مجوهرات يمكن تمريرها عبر الأجيال.

قالت نغم: "كان الكيميائيون يعتقدون أن المعادن يمكن تحويلها إلى ذهب وتعيش إلى الأبد. كلمة 'إليكسير' تعكس هذا الشعور بالخلود."

وأضافت أخت نغم، آلاء، التي تساعدها في إدارة العمل: "المجوهرات التي نصنعها مخصصة بناءً على أفكار وخيالات عملائنا، ومصممة بأسلوبنا الخاص الذي يبرز تاريخ العراق وثقافته المعاصرة."

يتم تصنيع معظم قطع اليكسير خصيصًا لكل عميل - وتتميز بتصميمات ينحتها فريقهم على النحاس المطلي بالذهب أو الفضة.

وتتميز العلامة التجارية عن منافسيها من خلال دمج النص المسماري القديم - إحدى أولى اللغات المكتوبة في العالم، والتي يعتقد المؤرخون أنها حُفرت في كهوف العراق منذ حوالي 3200 قبل الميلاد - في العديد من قطعها.

استأجرت نغم خبيرًا في اللغة القديمة لتعليم مصممي إليكسير كيفية كتابة ونقش كلمات ذات أهمية داخل قطع المجوهرات الخاصة بهم. هذا جزء من دورة تدريبية مدتها ثلاثة أشهر في تقنيات صناعة المجوهرات ومهارات خدمة العملاء تقدمها هي وأختها لموظفيها الجدد - وجميعهم من النساء.

وقالت: "النساء في الموصل لديهن فرص عمل أقل مقارنة بالرجال، لذلك أردت أن أمنح النساء فرصة أفضل"، مضيفة أن العشرات من النساء عبّرن عن اهتمامهن بالانضمام إلى شركتها بعد أن شاركت الفرصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وقالت نغم: "لقد تلقينا حتى اهتمامًا من أطباء أو أطباء أسنان مدربين، لكننا أردنا الاستثمار في النساء اللاتي لم يكن لديهن الفرصة لإكمال دراستهن. بعض مصمماتنا مررن بتجارب مؤلمة، ونحن نساعدهن على بدء فصل جديد في حياتهن."

وأضافت: "قالت لي إحدى النساء ذات مرة: 'لقد تعلمت قوتي منك.' لذلك، أعتقد أن هذا العمل يغير حياة هؤلاء النساء للأفضل."

تدرك نغم وآلاء أن عملهما يفتح أبوابًا كانت في العادة مغلقة أمام النساء في مجتمعهما.

وقالت نغم: "العديد من الأسر تمنع النساء من العمل في القطاع الخاص، لذا نُحضِر عائلات المتدربات إلى الورشة. بعد أن يروا الأجواء التي أنشأناها، يمنح معظمهم الضوء الأخضر." وأضافت: "هناك قبول أكبر للعمل النسائي في الموصل. نحن جزء من تغيير هذا التفكير."

زينب هي إحدى النساء في فريق إليكسير التي اكتسبت مهارات جديدة وثقتها بنفسها مما مهدت الطريق لمستقبلها.

وقالت زينب: "عندما قمت بالتقديم، لم يكن لدي أي خبرة عمل، وكنت أمر بمرحلة الطلاق؛ كانت فترة صعبة في حياتي. كنت خائفة في البداية، ولكن خطوة بخطوة تعلمت كيف أشارك وأتقدم. الآن أنا مستعدة لمواجهة أي تحديات قد تطرأ."

وأضافت آلاء: "نحن هنا لا نعمل فقط لصنع المجوهرات؛ نحن ملتزمات بدعم النساء الأخريات ليصبحن مصممات. نؤمن أنه كنساء، يمكننا تحقيق أي شيء إذا كنا شجاعات ونتبع أحلامنا."

أحد أكبر أحلام نغم وعلاء هو جلب منتجات اليكسير إلى العملاء على المستوى الدولي، وهما على الطريق الصحيح. فقد عرضتا بالفعل تصميماتهما في معارض دولية في دبي وباريس.

وتعزو نغام نجاحها إلى الدعم الذي تتلقاه من والدها الذي نقل إليها خبرته في مجال العمل المعدني وكان مصدر دعم دائم لها.

وقالت نغم: "ربما مع آباء آخرين، كان الوضع سيكون مختلفًا، لكن والدي يشجعني على التقدم وتطوير نفسي. والدي هو مصدر ثقتي الرئيسي."

بدعم من صندوق تنمية المشاريع التابع للمنظمة الدولية للهجرة (IOM) وبنك التنمية الألماني (KfW)، يسير فريق إليكسير للمجوهرات نحو آفاق جديدة.

وقد وفر الصندوق لنغم دورات تطوير الأعمال حيث تعلمت مهارات في إعداد الميزانيات والتخطيط للأعمال والتسويق. كما حصلت على استثمار استخدمته لشراء أجهزة قطع المعادن واللحام، وتوظيف المزيد من النساء اللاتي يحافظن على بقاء علامة إليكسير التجارية.

أقرأ باللغة الكردية