قصص
By:
  • Angela Wells

تعرف على الطبيبة البيطرية

 

دهوك، العراق - إحدى أقدم ذكريات الدكتورة سناء سليم محمد كانت في حظيرة عائلتها حيث شاهدت والدتها وهي تعتني بمحبة بالأبقار التي تربيها عائلتها. تتذكر والدتها وهي تنام بجانب العجول كل ليلة، وتغسلها بعناية وتدلكها عندما تلد.

وتتذكر قائلة: "كانت والدتي تعتني بأبقارنا بحب كبير. كانت الأبقار في قريتنا تصاب بالمرض باستمرار، لكن أبقارنا كانت تتمتع بصحة جيدة بسبب رعايتها لها. تعلمت منها أن للحيوانات لغة حب أيضًا."

عندما دخلت الدكتورة سناء عامها الأخير في المدرسة الثانوية، أدركت أنها تريد تكريس حياتها المهنية لمساعدة الحيوانات. التحقت بقسم الزراعة في جامعتها ثم انتقلت لاحقًا إلى كلية الطب البيطري.

وتضيف الدكتورة سناء: "كنت مهتمة جدًا بهذا المجال، لكنه كان صعبًا للغاية، حيث لم يكن هناك أحد من حولي لديه مثل هذه الخبرة. لم أهتم بمدة استكمال دراستي؛ كنت أعلم أنني في يوم من الأيام سأفتح عيادتي الخاصة، حيث يمكن للناس إحضار حيواناتهم للحصول على رعاية خاصة."

وبعد ست سنوات من تخرجها، جاء ذلك اليوم، وافتتحت الدكتورة سناء أول مؤسسة لها - متجرًا صغيرًا في دهوك يبيع طعام الحيوانات الأليفة والأدوية. لكن نقص الخدمات البيطرية في المنطقة يعني أن العملاء كانوا يطلبون منها أيضًا علاج حيواناتهم الأليفة في متجرها.

تقدم عيادة الدكتورة سناء البيطرية الآن خدمة الإيواء الليلي للحيوانات الأليفة التي تتعافى من الأمراض. المنظمة الدولية للهجرة العراق / أنجيلا ويلز

حاولت الدكتورة سناء جاهدة علاج الحيوانات في الجزء الخلفي من متجرها في مساحة صغيرة معزولة، لكن المكان سرعان ما أصبح مزدحمًا. قبل عامين، سمعت الدكتورة سناء عن فرصة لأصحاب الأعمال للحصول على تمويل أولي من صندوق تطوير المشاريع التابع للمنظمة الدولية للهجرة.

وبعد حصولها على منحة صندوق تطوير المشاريع وإضافة لمدخراتها، نقلت مشروعها من محلها الذي تبلغ مساحته 30 مترًا مربعًا إلى عيادة مساحتها 300 متر مربع، واشترت أجهزة حضانة وآلات لغسل الحيوانات الأليفة وأثاثًا، كما جددت المكان لإضافة المزيد من الغرف للعزل والعلاج.

وتقول: "لقد دعمتني المنظمة الدولية للهجرة، ولكن ما أقدره أكثر هو الدافع الذي تلقيته من خلال الإرشاد والتدريب والمتابعة".

هافين تعمل كمساعدة طبيب بيطري في صيدلية العيادة. المنظمة الدولية للهجرة في العراق 2024 / أنجيلا ويلز

توظف الدكتورة سناء الآن 12 امرأة لمساعدتها في إدارة العيادة. يضم فريقها أربعة طبيبات بيطريات يعالجن الحيوانات ويقمن بتلقيحها وإعادة تأهيلها، وأربع موظفات يقدمن خدمات العناية بالحيوانات ويبعن الأدوية والطعام والمنتجات الأخرى، بالإضافة إلى أربع عاملات يعملن بأجر يومي.

منذ افتتاح عيادتها في أكتوبر 2023، شهدت سناء تزايدًا كبيرًا في الطلب على خدماتها. ففي الأشهر الأربعة الأولى، عالجت العيادة 200 حيوان أليف إجمالًا، لكن منذ شباط 2024، أصبحت العيادة تعالج حوالي 200 حيوان أليف شهريًا.

وقالت: "في البداية، كنت أفتح العيادة أربع ساعات فقط يوميًا، لكن مواكبة الطلب كانت تحديًا. في بعض الأيام، عندما أصل إلى العيادة، أجد صفًا من الناس ينتظرون عند الباب لرؤيتي. في النهاية، بدأت بفتح العيادة في وقت أبكر وتوظيف المزيد من الموظفات"، مضيفة أن العيادة أصبحت الآن تعمل من الساعة 10 صباحًا حتى منتصف الليل.

قالت هيلان، إحدى الزبائن الدائمين في العيادة: "هذه العيادة لا تقدم مجرد خدمة. الدكتورة سناء تعالج حيواناتي بتعاطف وحب واحترام. كما أن طاقمها يقدم لنا الإرشادات والنصائح حول كيفية التعامل مع حيواناتنا الأليفة."

هيلان هي واحدة من الزبائن المتكررين للدكتورة سناء، حيث تقوم بإحضار قطتها وكلبها للحصول على الرعاية المتعاطفة التي تقدمها العيادة.المنظمة الدولية للهجرة في العراق 2024 / أنجيلا ويلز

النسبة للدكتورة سناء، فإن تثقيف المجتمع حول كيفية رعاية حيواناتهم الأليفة، أو الحيوانات التي يرونها في الشوارع، يشكل جزءًا أساسيًا من عملها.

يقوم فريق عملها بتعليم الأطفال وأولياء أمورهم كيفية رعاية حيواناتهم الأليفة قبل الالتزام بالتبني؛ والعمل على تبديد الأساطير في المجتمع التي يمكن أن تؤدي إلى إيذاء الحيوانات؛ وزيادة الوعي حول الوقاية من انتقال الأمراض والتطعيم.

وتقول: "العديد من الناس غير مدركين لكيفية العناية بحيواناتهم الأليفة. في بعض الأحيان، يتخلون عن حيواناتهم في الشوارع عندما تكون مريضة لأنهم لا يعرفون ماذا يفعلون، أو لا يعرفون كم مرة يجب على الحيوان الاستحمام بها أو أنها تحتاج إلى وقت في الهواء الطلق." وأضافت: "لذلك نقضي وقتًا مع عملائنا لتعليمهم كيفية التعامل مع حيواناتهم. الآن، أصبح المزيد من الناس يأتون لطلب نصائحنا."

الدكتورة سناء وأعضاء فريقها يقومون بتطعيم قطة أحد العملاء. المنظمة الدولية للهجرة في العراق 2024 / أنجيلا ويلز

لقد فاجأ نجاح الدكتورة سناء العديد من الأشخاص الذين لم يدعموها عندما بدأت مشروعها لأول مرة.

وتتذكر قائلة: "بعض الناس كانوا متشككين في قدرتي على إدارة شيء بهذا الحجم. قالوا لي إنه من الخطأ فتح عيادة كمرأة، أو أنه لا بد أن يكون هناك رجل وراء المشروع. وقال لي آخرون إنني لن أتمكن أبدًا من جذب أي عملاء لأن لا أحد يهتم بالحيوانات."

"لكنني كنت أعلم دائمًا أنني سأنجح. وحتى لو لم أنجح، فسأعمل على الأقل على زيادة الوعي في المجتمع بشأن معاملة الحيوانات".

لم تستمع الدكتورة سناء كثيرًا إلى منتقديها واعتمدت على دعم أفراد أسرتها المباشرين والمعلمين الذين التقت بهم على طول الطريق.

وتقول: "أخذني أخي إلى أربيل لشراء المستلزمات لتخزين العيادة. هناك، التقيت بمورد المواد الذي قدم لي النصائح وشجعني على البدء. الآن، أمتلك أول عيادة في أقليم كردستان العراق تحتوي على كل هذه الخدمات في مكان واحد. والآن، يتواصل معي الناس لطلب نصائحي."

إن الدكتورة سناء وفريقها النسائي يصنعن تأثيرات إيجابية في مجتمعهم، وخاصة على الحيوانات التي تحتاج إلى الرعاية الممتازة التي تقدمها وعلى الفتيات الصغيرات اللواتي يشاركن حلمها.

وقالت: "عندما بدأت، قال لي الناس إنني سأحتاج إلى توظيف رجال لتحقيق النجاح، لكنني قلت: 'لا، سأجعل عملي ينجح بواسطة النساء فقط.' أعتقد أن التعاطف مع الحيوانات في دمنا. أردت أن أثبت أن النساء يمكنهن أن يصبحن أطباء بيطريين ويدرن عياداتهن الخاصة."

"في أحد الأيام، جاءتني فتاة صغيرة في الصف الرابع وأخبرتني أنها تريد أن تصبح طبيبة بيطرية مثلي عندما تكبر. لذا، فأنا أعلم أنني أترك أثراً على مجتمعي."

حصلت الدكتورة سناء على الدعم من خلال صندوق تطوير المشاريع التابع للمنظمة الدولية للهجرة ودعم من حكومة فنلندا.

 

أقرأ باللغة الكردية