قصص
By:
  • ياد عبد القادر | مستشار في قسم الاعلام والمعلومات

العراق، بغداد - "لا يتوقف ياسين عن الحديث عن الأعمال الفنية التي صنعها في هذه الورشة"، تقول لقاء، والدة ياسين صاحب الخمسة عشر عامًا، والذي يعاني من ضعف البصر. "إنه فخور جدًا بما فعله". شارك الثنائي الأم والابن في ورشة عمل في بغداد جمعت بين الأطفال ذوي الإعاقة وأولياء أمورهم لقضاء يوم مليء بالتعبير الإبداعي من خلال الفن واللغة الإنجليزية كلغة ثانية، وفهم كيفية تقديم الدعم العاطفي في أوقات التوتر. تُنظم الورشة، التي نظمتها المنظمة الدولية للهجرة في العراق، كجزء من برنامج أوسع يهدف إلى تعزيز الرفاهية الاجتماعية للأطفال ذوي الإعاقة وتزويدهم بالمهارات اللازمة لمهن المستقبل.

لقاء وياسين يلعبون لعبة مصممة لتعزيز التواصل بين الأطفال ومقدمي الرعاية لهم. الصورة : © المنظمة الدولية للهجرة 2024/ياد عبد القادر

"نادرًا ما يخرج من المنزل، فالبيئة في حيّنا ليست مشجعة"، تضيف لقاء خلال استراحة بين الأنشطة. "لكن اليوم ياسين سعيد"

لقاء تدعم ابنها لإنتاج قطعة فنية من الطين. الصورة : © المنظمة الدولية للهجرة 2024/ياد عبد القادر

كانت الورشة بمثابة تجمع حيوي حيث شارك 22 طفلاً من ذوي الإعاقة ومقدمي الرعاية لهم في إنشاء قطع فنية بالطين - وهي طريقة علاجية للتعبير عن الذات بطريقة ملموسة. قام الميسرون والمدربون بإرشاد الأطفال خلال مساعيهم الفنية، وتشجيعهم على استكشاف خيالهم وإبداعهم.

الصورة : © المنظمة الدولية للهجرة 2024/ياد عبد القادر

وعبرت رقية والدة زهرة (18 عاما) التي تعاني من ضعف البصر عن امتنانها للنشاط قائلة: "الأشخاص ذوو الإعاقة يحتاجون أيضا إلى بعض الترفيه مثل هذا بين الحين والآخر، ولا يمكننا أن نتوقع منهم الدراسة والبقاء في المنزل طوال الوقت".

إلى جانب صناعة الأعمال الفنية، تضمنت الورشة جلسات تمهيدية حول الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي. قدم المدربون تمارين التنفس المصممة لتخفيف التوتر وأجروا ألعابًا عززت التواصل بشكل أفضل بين الأطفال ومقدمي الرعاية لهم. تم تصميم هذه الأنشطة بعناية لخلق بيئة داعمة حيث يمكن للأطفال وأولياء أمورهم الترابط وتطوير المهارات الاجتماعية الأساسية.

مدربة الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي من المنظمة الدولية للهجرة في العراق تقدم جلسة حول تقنيات إدارة التوتر. الصورة: ©المنظمة الدولية للهجرة 2024/ياد عبد القادر

حرصت زهرة، التي ستلتحق بالجامعة العام المقبل، على التواصل مع موظفي المنظمة الدولية للهجرة المتخصصين في تقديم خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي. وهي شغوفة بعلم النفس وترغب في دراسة هذا المجال العام المقبل.

"أريد أن أدرس علم النفس لأن العديد من الناس يعانون من مشاكل نفسية، ولا يوجد سوى القليل من الدعم الذي يمكنهم الحصول عليه"، تقول بعد الدردشة. "أعتقد أنه من المجزي حقًا أن تتمكن من التحدث ومساعدة شخص ما".

رقية وزهراء تصنعان قطعة فنية معًا. الصورة: © المنظمة الدولية للهجرة 2024/ياد عبد القادر

The workshop also provided a platform for caregivers to share their experiences and challenges in raising children with disabilities. This open dialogue fostered a sense of community and mutual understanding as parents exchanged valuable insights and support.

مقدمو الرعاية يوجهون أطفالهم في النشاط الفني، مما يعزز علاقتهم وتواصلهم في هذه العملية. الصورة: © IOM 2024 / ياد عبد القادر

تشكل أنشطة اليوم جزءًا من برنامج شامل تنفذه المنظمة الدولية للهجرة في العراق ويركز على تحسين نوعية حياة الأطفال ذوي الإعاقة في العراق. ومن خلال الجمع بين التعبير الإبداعي والدعم النفسي والاجتماعي وتنمية المهارات، تهدف المنظمة الدولية للهجرة في العراق إلى تمكين هؤلاء الأطفال وأسرهم، ومساعدتهم على بناء مستقبل أكثر إشراقًا.

الصورة: © المنظمة الدولية للهجرة 2024/ياد عبد القادر

ومع انتهاء الورشة، كانت الابتسامات على وجوه الأطفال والامتنان الذي عبر عنه آباؤهم دليلاً على نجاح المبادرة. وتظل المنظمة الدولية للهجرة ملتزمة بدعم الأطفال ذوي الإعاقة في العراق، مع الاعتراف بإمكاناتهم وأهمية إدماجهم في المجتمع.

تم تنظيم هذا النشاط في إطار برنامج المنح الدراسية الصغيرة للوصول إلى اللغة الإنجليزية التابع للمنظمة الدولية للهجرة للأطفال والشباب ذوي الإعاقات البصرية، بدعم من حكومة الولايات المتحدة.