قصص
By:
  • ميغان جيوفانيتي | مسؤولة التواصل الاستراتيجي

جلس محمد*، 37 عاماً، في غرفة المعيشة في منزله المتواضع بينما كان أبناؤه وبنات وأبناء إخوته يركضون حوله مسرعين. يبلغ العدد الاجمالي لأسرته مع افراد اسر إخوته وأمه المسنة 15 شخصًا يعيشون تحت سقف واحد. ورغم أن المنزل بحاجة إلى إصلاحات ورغم قلة ممتلكاته، إلا أنه بمثابة نعمة أتت بعد ثماني سنوات من النزوح.

لقد تحمل محمد وعائلته ويلات هجوم داعش. وهم في الأصل من محافظة البعاج في غرب نينوى. اضطرت الاسرة إلى الفرار من منزلهم بحثًا عن الأمان بعيداً عن التفجيرات والعنف. وبعد انتقالهم من قرية إلى أخرى لبعض الوقت، استقروا أخيرًا في مخيم للنازحين، الذي تضخم بشكل كبير، مما جعل الحياة لا تطاق لسكانه.

ولحسن الحظ، اتخذت حياتهم منعطفاً إيجابياً عندما أتيحت لهم فرصة العودة إلى البعاج. وأثناء انتظار اكتمال الإجراءات اللازمة لانتقالهم، حصلوا على الحماية والخدمات الصحية التي هم في أمس الحاجة إليها من المنظمة الدولية للهجرة أثناء وجودهم في مخيم النازحين. ولضمان عودة أكثر سلاسة، أشركت المنظمة الدولية للهجرة محمد وزوجته في ورش عمل حول سبل العيش حول الخياطة واللحام، وتمكينهما من كسب الدخل وتعلم مهارات جديدة.

خديجة*، زوجة محمد، تقوم بقلي الباذنجان في مطبخ منزلهم الحالي في البعاج، ممتنة لما جلبته العودة من حرية وأمان وخصوصية. الصورة © المنظمة الدولية للهجرة 2024/ميغان جيوفانيتي

"كنت قلق بشأن عودتي – أين وكيف سنعيش؟" تساءل محمد.

ولمساعدة عائلة محمد على التغلب على التوتر والقلق، قدمت لهم المنظمة الدولية للهجرة جلسات توعية وتزويد بالمعلومات ومزيد من الاستشارة النفسية والاجتماعية والمساعدة القانونية.

عند عودته، نقل محمد عائلته إلى منزل صغير من الطين في مستوطنة عشوائية في البعاج، حيث التقت به المنظمة الدولية للهجرة وقدمت له ولعائلته الخدمات الضرورية لمساعدتهم على الوقوف على أقدامهم مرة أخرى.

تنهد محمد بارتياح عندما تلقت عائلته أخيرًا الهويات الوثائق المدنية الأساسية التي سمحت لهم بالوصول إلى الخدمات المختلفة، بمساعدة المنظمة الدولية للهجرة. لقد حصلوا على شهادات زواج وأبوة، وشهادة ميلاد لابنتهم نجلاء* – وكلها كان من المستحيل الحصول عليها خلال سيطرة داعش.

والآن يقوم محمد وعائلته بإعادة بناء حياتهم. وبالاعتماد على الدعم المقدم من فريق الحماية التابع للمنظمة الدولية للهجرة، تقدم محمد بطلب للحصول على منحة إعادة التوطين الحكومية وحصل عليها، والتي سمحت له باستئجار منزل صغير مع والدته وتغطية النفقات الأساسية مثل الفرش وخزان المياه وملابس الأطفال والكهرباء. وتتابع المنظمة الدولية للهجرة شهريا لضمان تلبية احتياجات الأسرة.

نجلاء* وشقيقتها تلعبان بالألعاب في منزلهما الجديد، بعد أن عاشتا حياتها كلها في النزوح. الصورة © المنظمة الدولية للهجرة 2024/م جيوفانيتي

قال محمد: "لقد غيّر هذا الدعم حياتي تمامًا" وهو يشعر بالامتنان للمساعدة في الوثائق المدنية، التي لم يكن يستطيع تحمل تكاليفها. وقد استأنفت بناته، بما في ذلك نجلاء، التي غابت عن المدرسة أثناء النزوح، تعليمهن ببطاقات الهوية الوطنية الجديدة.

قال محمد: "أشعر براحة أكبر الآن ولم أعد أشعر بالقلق أو الخوف".

بفضل الدعم المقدم من عمليات الحماية المدنية والمساعدات الإنسانية الأوروبية، تستطيع المنظمة الدولية للهجرة مساعدة العائلات مثل عائلة محمد على العودة بأمان أو الانتقال من النزوح الطويل. في الفترة ما بين أيار 2023 ونيسان 2024، قدمت المنظمة الدولية للهجرة خدمات الحماية والقانونية المهمة لأكثر من 4200 فرد نازح يقيم في مستوطنات عشوائية في غرب نينوى والموصل وكركوك.