-
من نحن
من نحنتعد المنظمة الدولية للهجرة جزءًا من منظومة الأمم المتحدة باعتبارها المنظمة الحكومية الدولية الرائدة التي تروج منذ عام 1951 للهجرة الإنسانية والمنظمة لصالح الجميع ، حيث تضم 175 دولة عضو وتتواجد في أكثر من 100 دولة. ان المنظمة الدولية للهجرة لها وجود في العراق منذ عام 2003.
معلومات عن
معلومات عن
المنظمة الدولية للهجرة في العالم
المنظمة الدولية للهجرة في العالم
-
عملنا
عملنابصفتها المنظمة الحكومية الدولية الرائدة التي تروج للهجرة الإنسانية والمنظمة منذ عام 1951 ، تلعب المنظمة الدولية للهجرة دورًا رئيسيًا في دعم تحقيق خطة عام 2030 من خلال مجالات التدخل المختلفة التي تربط بين المساعدة الإنسانية والتنمية المستدامة. في جميع أنحاء العراق ، تقدم المنظمة الدولية للهجرة استجابة شاملة للاحتياجات الإنسانية للمهاجرين والنازحين داخليًا والعائدين والمجتمعات المضيفة.
ماذا نفعل
ماذا نفعل
القضايا العالمية الشاملة
القضايا العالمية الشاملة
- البيانات والمصادر
- بادِر
- 2030 Agenda
العراق، نينوى – يسود الصمت في عالم سارة: فلم تكن هناك أصوات لضحكات عائلتها، ولا موسيقى تتمايل على أنغامها، أو أصوات العالم الخارجي. صمت أشبه بالحكم مدى الحياة بالسكون التام، لحين تسلل الألوان بلطف إلى عالم سارة وحولت الصمت إلى لوحة تملأها الألوان.
سارة، فتاة تبلغ من العمر 19 عاماً هي من الأشخاص الذين يعانون من الإعاقة السمعية. تعيش سارة في قلب مخيم حسن شام للنازحين في نينوى، شمال العراق، وتواجه كل يوم تحديات جراء إصابتها بالصمم، كعدم قدرتها على الذهاب إلى المدرسة أو التواصل مع الأشخاص المحيطين بها، بشجاعة وإصرار. والدتها إخلاص ذات الأربعون عامًا، تخبرنا بأنها كأخواتها تمامًا.
تقول إخلاص: “في المنزل هي كأخواتها، فهي تساعدني وتساعدهن في جميع الأعمال المنزلية، وهوايتها الرسم. فهي تكون الأسعد عندما ترسم."
لدى سارة خمسة إخوة وثلاث أخوات، وعلى الرغم من إعاقتها، إلا أن سارة لديها أصدقاء تتواصل معهم بلغة الإشارة. وبمساعدة أخواتها، تعلمت سارة لغة الإشارة في رياض الأطفال في مخيم حسن شام.
مرت عائلة سارة بالكثير من المصاعب، فقد نزحوا عام 2017 من قرية حسن شام، ولم يستطيعوا العودة إليها، وعانوا من عدم قدرتهم على التواصل مع المجتمع المضيف، ومع مرور الوقت وبطريقة ما، تمكنت الأسرة من الاندماج مع مجتمع مخيم حسن شام.
وعلى الرغم من الإعاقة والصعوبات التي مرت بها سارة والتي عزلتها عن العالم، إلا أنها وجدت العزاء في الفن. عندما علمت عن طريق أصدقائها بشأن جلسات تعلم الرسم المقدمة في مركز الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي التابع للمنظمة الدولية للهجرة داخل المخيم، كانت متحمسة للمشاركة وممارسة هوايتها وتعلم المزيد. التحقت سارة بجلسات تعلم الرسم لمدة 12 أسبوعًا والتي استكشفت فيها نظريات الفن وتاريخه وتقنياته وساعدتها على التعبير عن أفكارها باستخدام وسيلة جديدة.
مع مرور الوقت، بدأت سارة في التقاط خيوط التواصل مع محيطها من خلال الرسم. مع كل ضربة فرشاة، كانت سارة تصب مشاعرها على القماش، وتحول السلبية إلى ألوان نابضة بالحياة من اللون الأزرق أو الأحمر والأخضر، ويعكس كل لون شعورًا معينًا ويشكل ما تريد قوله.
تضيف إخلاص: “لاحظنا تحسناً ملحوظاً في حالتها النفسية عندما بدأت الرسم، وأصبحت تبتسم أكثر”.
أصبحت جلسات تعلم الرسم ملاذاً لسارة، حيث يمكنها اكتشاف تقنيات جديدة، وتجربة مجاميع لونية مختلفة، وإطلاق العنان لإبداعها دون عوائق.
ومع صقل سارة مهارات هوايتها الجديدة، أصبح شغفها بالفن أقوى، ويتجلى ذلك في حرصها على حضور كل جلسة والتفاعل مع زميلاتها بحرية أكبر، كما قامت ببناء علاقات معهن، فقد خلقت الجلسات تواصلاً سيدوم حتى بعد نهاية الدورة. كما شهدت عائلتها تحولاً ملحوظاً في سلوكها، إذ كان الفرح يشع من سارة، وأصبحت أكثر ثقة وتعبيراً كفنانة شابة.
وتشاركنا إخلاص قائلةً: "نحن نشعر براحة كبيرة لسعادة ابنتنا. لقد وجدنا أخيراً طريقة لجعلها سعيدة،".
وبعد ثلاثة أشهر، وصلت رحلة سارة الفنية ذروتها في المعرض الفني الذي تم افتتاحه في حفل التخرج الذي أقيم في مركز الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي في يوم المرأة العالمي. إلى جانب زميلاتها المشاركات، عرضت سارة بفخر أعمالها الفنية، وكانت كل قطعة بمثابة شهادة على عزمها وقوتها الداخلية. وبينما كان الزوار يتعجبون من جمال إبداعات سارة، تأثروا بالمشاعر التي عبرت عنها سارة في كل لوحة، والتي روت قصة فتاة صغيرة رفضت أن تكون محددة بأي إعاقات وبدلاً من ذلك، وجدت صوتها من خلال الفن.
أسرت لوحات سارة الجمهور، ومما زاد من فخر عائلتها، فقد تم بيع كل قطعة منها. لم تكن كل عملية بيع مجرد صفقة، بل كانت اعترافًا بموهبة سارة واحتفالًا بانتصارها على الصعاب. في ذلك اليوم الذي لا يُنسى، عندما وقفت سارة أمام لوحاتها التي بيعت بالكامل، شعرت بإحساس عميق بالإنجاز.
من خلال فنها، تجاوزت سارة القيود التي فرضها المجتمع وأثبتت أن الإبداع لا حدود له. تعد رحلة سارة بمثابة تذكير مؤثر بالقوة التحويلية للفن وصمود الروح الإنسانية. وفي اليوم العالمي للإبداع والابتكار، تلهمنا قصتها جميعًا لاحتضان قدراتنا الفريدة والتغلب على العقبات وإطلاق العنان لإمكاناتنا الإبداعية لجعل العالم مكانًا أكثر إشراقًا.
يتم تمويل أنشطة الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي التي تقوم بها المنظمة الدولية للهجرة في مخيم حسن شام U2 من قبل الولايات المتحدة وزارة الخارجية: مكتب السكان واللاجئين والهجرة (PRM).